الجمعة، نوفمبر 09، 2012

الجسد الحي والجسد الميت ولعنة الشام


الجسد الحي والجسد الميت ولعنة الشام

هي عطر رقيق كالطل, روح تتقمص اجساد كل من هواها وفيها حل
بمهدها وجدت حضارات انتشرت, وفي ارجائها اركان اديان وعلم اجل
عاهدت نفسها بزرع الود طوعا, وعلى عهدها نبتت قلوب لم تعرف معنى الذل
فيها الخيرات والانوار وابواب الجنان, وياسمين فواح وفي نسماتها يشتمل
سحر شرق وحوريات حسان, وحراس اباة عليها حماة من شر كالسل
احبتها الانبياء والرسل وباركتها باسم العلي, ولعن كل من اضمر لها شرا وضل
هل عرفتموها؟ انها الشام الابية,
ابكي عليك سورية فقد كنت عضوا في جسد الشام ولكن بعض الايادي الاثمة قطعت بعض الاعضاء
لتزرعها في جسد آخر ميت ظنا انه سيحيى ويحيي معه مملكة الرب,
ذلك الجسد الحي زرع فيه بدل الاعضاء المقطوعة اوبئة وسموم اخذت تنتشر في الجسد,
وكل مكان يصل اليه السم يتم قطعه وضمه الى الجسد الميت,
احيانا كان يسترد جزءا من تلك الاعضاء لكنه ليس استرداد كامل لان الايادي التي ساهمت بالاسترداد لم تكن حرة بشكل كاف,
كانت مقيدة بسلاسل على نقاط ضعفها فلم تقدر على التحرك واصابها الشلل,
في هذا الجسد هنالك مكونات عصية على من يريد قطعها,
فالجسد يستطيعون قطعه اما الروح فلا يقدرون عليها,
تلك السلاسل موصولة بهيكل بعيد وسط الطهر وهو نجس ومحاط بأسوار بيضاء صنعتها ايدي نفوس سوداء,
نفوس احتلت ارض الطهر واطلقت اسمها عليها ظنا انها ستخلد لهم كما فعلت مملكة سبقتها,
استقروا هناك وهدموا كل ما يكشف زيفهم ولكن هيهات ان يدمروا كل شيء,
حرفوا الكتب ليمشي الهواء معهم وادخلوا السجون علماء بالحق قاموا وقالوا,
ازالوا القوة والقدرة من ناس ارفع منهم قيمة ووضعوا المال بدلا ومقياسا,
نشروا فكرهم في المدارس والمساجد وغسلوا ادمغة الشعوب بأفكار مسمومة لتجعل كل شخص يلغي الاخر,
فها هو الاب يلغي ولده والام كذلك والابن والجار, واصبحت فوارق بين الملوك والناس,
فالملوك لا يجب التفوه بكلمة ضدهم كأنهم اصنام الهة جاهلية مستحدثة,
وقالوا كل من ارتد عن الدين يقتل وكل من سرق تقطع يده,
نسوا انفسهم كيف يسرقون وكيف وضعوا يدهم مع من حارب رسولهم ورسالته,
يشربون ويأكلون الذهب وبالذهب وكل علم من آل البيت عندهم قد ذهب,
اتوا بعد انحلال حصن ادعى الخلافة وسرقوها وغيروا الاسم الى مملكة,
مملكة عجت بمسنين عجز اتى عليهم دهر فهم يتناقصون شيئا فشيئا لن يبق لهم اثر,
ستبقى العين عليهم والتخطيط حتى تقطع شجرتهم وهم ينظرون واقول لهم ولمن شابههم انتظروا وارتقبوا اني معكم من المنتظرين المرتقبين,
سترون مني علامات تنذركم وتكون لكم اشارات وستقولون هو وهم وهو ليس كذلك بل اعينكم ستعمى عن الحقيقة ولن تروا الا بعين واحدة كأبيكم,
لكني لكم بالمرصاد رضي من رضي وغضب من غضب,
في مملكة المسنين عالم يلغي آخر ودين بثياب جديدة حيكت بنسيج عنكبوت بأرجل لن تدوم,
معهم مملكة اخرى تساندهم ثروة شريطة التحكم على البلاد دينيا اجتماعيا وفي شتى المجالات,
ومملكة اقتربت من الشيخوخة وهي ما زالت فتية وجهها كوجه مملكة ارض الطهر,
كلاهما يمسك الحبل الذي يربط رقبة الجسد الحي بعد ان تم قطع بعض اعضائه,
فهل سيختنق الجسد ويموت وتنقض تلك الممالك المتكالبة عليه لنهشه؟,
مثلهم كمثل شخص في قارب رأى آخر يسبح بقربه ثم تعب وبدأ يغرق في عرض البحر,
وما كان من الشخص الشاهد الا ان يصرخ ممثلا انه يطلب المساعدة من قارب آخر لكن ما ان حاول اغراق ذلك الشخص حتى اطقلت
عليه عدة رصاصات ولا يعلم من اين فاردي قتيلا ونجا الشخص الآخر في آخر لحظات,
لقد قطع جزء من لبنان ودخل اليه طاعون اخذ يستفحل في كل مكان,
نعم لقد تحرر من بعض السلاسل التي كانت تقيده ولكن زرع مكانها سم بطيء المفعول,
وانكشف اللحم في العراء واخذ الذباب يأتي اليه مهرولا,
وانقطع جزء من مصر وزرعت مكانه خلايا ميتة كالاظافر تحتاج الى تقليم مستمر حتى لا تنمو وتصبح كأظافر الساحرات الطائرات,
وانقطع جزء من سورية وحلت مكانه بضاعة فاسدة قتل كل من افشى امرها ومصدرها,
عندما واجه موسى عليه السلام فرعون اراه تسع آيات والعاشرة قضت عليه,
لقد نسي بنو اسرائيل مساعدة اله الجنود فعصوه وعبدوا غيره من آلهة لانهم لم يروه كما رآه نبيهم,
فهم ليسوا افضل من النبي بزعمهم فأتت عليهم ضربات قضت على بعضهم ولم يتعلموا,
لان دمهم قد انتهت مدة صلاحيته وحكم عليهم بالغضب المقترن بالتوبة والاصلاح,
اصلحوا فترة وبعد وفاة سليمان عليه السلام فسدوا وافسدوا في الارض ومتى دخلوا قرية اهلكوها فحل عليها الغضب واللعنة,
حتى اتى المسيح عيسى عليه السلام فطبع على قلوبهم انهم اقسى من الحجارة فهما واضل من البهائم ايمانا,
فكان مطلبهم رؤية الله ومسيح يعيد لهم الامجاد,
واتى آخر الانبياء محمد عليه السلام يحذرهم من طغيانهم وان امته ستسلك مسلكهم ولكن في النهاية سيظهر الحق على الباطل,
وها نحن الان نرى هذه الامة قد سلكت دروب من قبلها,
بعضهم قدس الانبياء وبعضهم الههم والاولياء,
وبعضهم حرموا كما حرم بنو اسرائيل على نفسهم واحلوا ما احل من سبقهم,
وتفرقوا الى عدة طرق ومفارق واحزاب,
احبوا المال والزينة والمظهر وكلما تعلقوا بالمظاهر ضعف باطنهم الروحي,
وها هم الان اموات وامم متهالكة تنتظر من ينقذها,
ولو لم تكن متهالكة ناقصة لما انتظرت احدا مكملا,
ونسوا انهم كقطع البازل احدهم يكمل الآخر,
ادعوا نصرتهم لانبيائهم لكن افعالهم تظهر العكس فهم يقتلون وينشرون الدم,
فيا من تعيثون فسادا كيأجوج ومأجوج انهضوا من السبات العقيم,
انظروا حولكم وتفكروا, هل الرسل والانبياء نشروا الاديان بالسلام والمحبة ام بالحرب؟
اعيد واكرر كلمة الاديان وليس نشر الحكم السياسي,
لقد علموا احترام الواحد للآخر وتقبل افكاره ونشر السلام,
فطوبى للودعاء حاملي السلام وليست لمن يقتل ويفسد,
احذروا ممن يزرع في قلوبكم السموم,
فهم ينشرون مبادىء عند غيرهم ويحرمنوها عليهم,
نشروا فكر الجهاد في بعض البلاد العربية وحرموها في مملكة الدجال ومملكة ارض الطهر,
فأي عدل هذا؟ هذا هو عوج بني اسرائيل والامم السابقة الذي حل في امتنا,
عودوا الى الله نفسه واسألوه في كل خطوة تقدمون عليها,
وان بغى عليكم احد فاشكوه الى الله الحكم العدل وليس الى دعاة جهنم الذين ينفخون السم كالافعى,
ويفتون بسفك الدم,
الجسد الميت الذي اخبرتكم عنه يأخذ من الجسد الحي اعضاء وسيبقى يحاول قطع كل الاعضاء الى ان يموت الجسد,
فأنتم الذين تريدون ازالة الاورام المزعومة بواسطة اشعة تسبب امراض اخرى تهلكون الجسد بزيادة,
وتساعدون بطريقة مباشرة وغير مباشرة الجسد الميت والممالك الشيطانية بنزع روح الجسد واخذ هيكله,
وحينها لن يبق لكم مكان الا احد الجسدين, اما الجسد الميت السارق واما الجسد المنازع سكرات الموت,
انتم الحبل بأيدي تلك الممالك الذي يربط راس الجسد الحي,
متى مات الجسد وحققوا امنيتهم قطعوا هذا الحبل ورموه فهل ترضون ذلك على انفسكم؟
لا تصدقوا انه سيكون لكم نصيب ابدي في الملك فقطع جذور الشجرة لا ينبت اخرى,
تلك الممالك كالنبي الدجال الذي يتفوه بتنبؤات ووعود لا تتحقق,
فهل تحقق السلام في العراق ولبنان والصومال وافريقيا ومصر وليبيا والسودان وتونس واليمن وسورية؟
اراكم تنتحرون وتلقون بأنفسكم الى التهلكة بدل التخطيط لنشر السلام والحب,
الحب والود هو عنوان الوجود الحي, اما الكره والغضب والحسد والطمع فكان عنوان ابليس الميت,
اختاروا اي الفريقين تريدون كي تنالوا الجزاء ؛اما نعيم واما جحيم ولا يوجد وسط,
لا يوجد رمادي بل يوجد ابيض منير يرمز للجنة واسود مظلم يرمز لجهنم,
هل ستساهمون بقطع الجسد العربي وتميتوه ام تحيوه بالسلام؟ لكم التفكير والخيار